القبلة – غوستاف كليمت

هذه اللوحة للفنان النمساوي ’غوستاف كليمت‘ بعنوان ’القبلة‘ . أتم رسمها عام 1908, واسلوبها يندرج تحت آغ نوفو.

تحليل اللوحة: عندما ننظر الى اللوحة نرى رجل وامرأة يتعانقان ولكن بشكل غير مألوف. فجسديهما يبدوان على شكل شبه مستطيل او مربع طولي. يغطي كل منهما ثوب مفصل بالذهب. والفترة التي رسم فيها ’كليمت‘ هذه اللوحة تسمى بالفترة الذهبية. لأنه رسم فيها لوحات بمثل الأسلوب المذهب هذا. ومن المثير للإهتمام ان هناك من يعتقد ان الرجل والمرأة في هذه اللوحة هم الفنان وحبيبته. ولكن كليمت كان معروفاً عنه حب النساء حتى وصل به الأمر لأن يكون أب ل 14 ابن غير شرعي. ولكن قرار الفنان أن يرسم نفسه في هذه الوضعية, فهي رسالة للمشاهد بأن يعتبره كشخص محب صادق وليس ذلك الفنان ذو النزعة الجنسية الجامحة.

من المثير للإهتمام هو كيف أن الرجل هنا تظهر على رداءه مستطيلات سوداء وبيضاء, أما المرأة فأبرز ما نستطيع رؤيته في رداءها هو الدوائر الملونة. وهذا يوحي لنا بأشياء كثيرة اولها أن الاثنان مكملين لبعضيهما. ومنظر ملفت للانتباه في اللوحة هو الكيفية التي يقبل بها حبيبته, ورأسها منحني وعيناها مغلقتان. هم وقعوا في الحب. كل شيء في العالم الآن يدور حولهم. حول اللون الذهبي الذي نراه في لباسيهما وفي الخلفية. هي لا يجب أن نفتح عينيها, فالشعور بالحب, الشعور بالقبلة, الشعور بيديه يمسكانها, وجسده يعانقها, كل ذلك يكفي لكي يجعل قلبها يرى الحب بشكله الكامل.

ولكن ما لفت انتباهي أكثر هو ساقي المرأة. لماذا أراد الفنان اظهار قدميها. ولكن لم يظهر قدمي الرجل. وبعد التدقيق في اللوحة, يمكن القول بأن ثوب المرأة حدوده ظاهرة وجزء من ذراعها ايضاً ظاهر. لكن الرجل لا نستطيع الا رؤية رأسه وعنقه واطراف يديه. هل الفنان يريدنا أن نشعر بأن المرأة هنا حقيقية, وأما الرجل فهو من صلب خياله, هل هذا الرجل حلم؟ هل هذا الرجل هو من أراد ’غوستاف كليمت‘ أن يكون عليه في حياته الواقعية, ولكن انتهى به الأمر الى أن يكون الرجل الذي ينام مع أي امرأة كانت.

هناك قراءات كثيرة للوحة, نتمنى أن تشاركونا بتفسيراتكم الشخصية